حدثني جاري بقصة حدثت معه، يقول:
كان أحد أقاربي يضايقني بكلامه، ويجرحني ببعض تصرفاته لي أمام الآخرين، مع أن عمري تجاوز الثلاثين، والرجل الذي يؤذيني بلسانه عمره تجاوز الخمسين. رغم ذلك واللّه لم أنسه من الدعاء في آخر كل صلاة، ولم أنسه من الدعاء في سجودي، فعندما أدعو لنفسي أدعو له.
ذات مرة كنا في مجلس، وكنت قد تطيبت بعطر المسك، قالفقال أحد اقاربيأقاربي: ما شاء الله رائحة المسك فواحة ورائعة، وكان هو قريباً منا، فقال: لعله سرقها.
فأخبرت أخاه وقلت له: ماذا يريد أخوك مني؟ والله لا أذكر أنيأنني أخطأت في حقه يوماً، أو كان بيني وبينه خلاف سابق، فقال: أخي، هداه الله، يقول: لا أرتاح له.
فأخبرت أحد المقربين إلي بقصتي معه.. فقال: أوصيك بأن تذهب إلى أحد المجمعات التجارية وتشتري له هديه،هدية، وزُره في منزله، وأخبره أنك تحبه في الله، وأن هذه الهدية دليل على محبتك له، ولا تطل الزيارة وأنسب وقت بين المغرب والعشاء.
فتوكلت على الله، وأخذت بنصيحة قريبي، وانطلقت الىوإنطلقت إلى أحد المجمعات التجارية المعروفة بالعطور والعود، واشتريتوإشتريت له هدية غالية الثمن.
وفي اليوم الثاني ذهبت الىإلى منزله، وطرقت الباب، ففتح لي وعبس في وجهي وقال: نعم. ما رأيك أن تدخل؟
فقلت له: ما أتيت إلى منزلك أيها الغالي إلا لكي ازوركأزورك وأسلم عليك.
فدخلت منزله، وتبادلت الكلام الطيب معه، ثم استأذنتهإستأذنته بالخروج نظراً لضيق الوقت، واقترابوإقتراب وقت صلاة العشاء، فقلت له: تعال معي، لدي غرض لك في السيارة. فذهب معي، وقلت له: خذ هذه هدية مني لك، ووالله إني أحبك في الله، وهذا أقل شيء أقدمه.
يقول: أتدري ماذا حصل له؟ والله بكى هذا الرجل واحتضننيوإحتضنني وقال: أرجوك سامحني، والله نيإنني مقصر معك، وأعترف أني أخطأت في حقك كثيراً